منتدى شباب جياح الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب جياح الثقافي

منتدى يقوم على خدمة المجتمع وتبادل الاراء حول أوضاع المنطقة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
الاب قصيدة
المواضيع الأخيرة
» نكته يمنيه قويه
خطبة جممممعة Icon_minitimeالإثنين مايو 22, 2017 1:23 am من طرف المدير العام

» محمد عبدالله صالح
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأربعاء مايو 17, 2017 3:20 pm من طرف المدير العام

» محمدعبدالكريم الشعبي
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 28, 2016 8:09 pm من طرف المدير العام

» فلوكسيتين بروزاك
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 28, 2016 7:57 pm من طرف المدير العام

» قصيدة عن الاب
خطبة جممممعة Icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2016 7:52 pm من طرف المدير العام

» ئtrianl تريانيل
خطبة جممممعة Icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2016 5:25 pm من طرف المدير العام

» عبدالله احمدشعبين الشعبي
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأربعاء يوليو 30, 2014 9:32 pm من طرف المدير العام

» احذروا غضبة الشرفاء
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأربعاء فبراير 26, 2014 11:07 pm من طرف المدير العام

» الحوثي والتمييزالمذهبي
خطبة جممممعة Icon_minitimeالأحد فبراير 16, 2014 2:12 am من طرف المدير العام

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 خطبة جممممعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
Admin
المدير العام


عدد المساهمات : 80
تاريخ التسجيل : 14/09/2013
العمر : 50
الموقع : جياح

خطبة جممممعة Empty
مُساهمةموضوع: خطبة جممممعة   خطبة جممممعة Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 27, 2013 3:19 pm

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢُ ﺍﻟﻤُﻮﻓَّﻖ ﻫﻮ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﺸﺨﺺُ
ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻣﻦَ ﺑﺮﺑِّﻪ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ - ، ﻭﺻﺪَّﻕ
ﺑﺮﺳﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ، ﻭﺟﻌﻞَ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻗﺎﺋﺪَﻩ ﻭﺩﻟﻴﻠَﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﻭﺍﺟﺘِﻨﺎﺏ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ
ﺍﻟﻤُﺘﻜﺎﻣِﻞ ﻣِﻌﻴﺎﺭًﺍ ﻳَﻤﻴﺰُ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚَ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻭﺍﻟﺰَّﻳﻦَ ﻣﻦ ﺍﻟﺸَّﻴﻦ .
ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺍﻷﻧﺎﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣُّﻞ ﻣﺎ ﻳﺘَّﻘﻲ
ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺀَ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋِﻪ - ﺑﻔﻀﻞ ﻣﻮﻻﻩ ﺟﻞ
ﻭﻋﻼ - ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻌَﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ، ﻓﻬﻮ ﻓﻲ
ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟَﻴﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻞُ ﺗﻤﺎﻡَ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ .
ﻭﻟﻮ ﺗﺄﻣَّﻠﻨﺎ ﺍﻟﺴﺮَّ ﺍﻟﻜﺎﻣِﻦ ﻭﺭﺍﺀَ ﺣُﺴﻦ ﺍﻟﺘﺼﺮُّﻑ
ﻓﻲ ﻣﺜﻞِ ﺫﻟﻜﻢ، ﻟﻮﺟَﺪﻧﺎ ﺧﺼﻠﺔً ﻣﻬﻤﺔً ﺗﻠﺒَّﺲ
ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞُ ﺫﻟﻜﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛﻮﺍﺣﺪٍ ﻣﻦ ﻗﻠَّﺔٍ ﺗﻨﻌُﻢ
ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨَﺼﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﻔﺘﻘِﺪُﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ،
ﺃﻻ ﻭﻫﻲ : " ﺧﺼﻠﺔُ ﺍﻟﻮﻋﻲ ".
ﻧﻌﻢ، " ﺧﺼﻠﺔُ ﺍﻟﻮﻋﻲ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻠَّﻰ ﻓﻲ
ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺩﻗَّﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﺄْﻱِ ﺑﻬﻤﺎ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤُﺆﺛِّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤُﻐﻴِّﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳُﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻗﺮﺍﺀﺓُ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ،
ﻭﻭﺿﻊُ ﺍﻟﻨُّﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲَ ﺃﻣﺮٌ
ﺯﺍﺋﺪٌ ﻋﻠﻰ ﻣُﺠﺮَّﺩ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻹﺑﺼﺎﺭ، ﻓﻤﺎ ﻛﻞُّ
ﻣﻦ ﻳُﺒﺼِﺮُ ﻭﻋَﻰ ﻣﺎ ﺃﺑﺼﺮ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞُّ ﻣﻦ ﻳﺴﻤَﻊ
ﻭﻋَﻰ ﻣﺎ ﺳﻤِﻊ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ - ﻳﻘﻮﻝ :
(( ﻟِﻨَﺠْﻌَﻠَﻬَﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﺗَﺬْﻛِﺮَﺓً ﻭَﺗَﻌِﻴَﻬَﺎ ﺃُﺫُﻥٌ ﻭَﺍﻋِﻴَﺔٌ ))
[ ﺍﻟﺤﺎﻗﺔ : 12].
ﻓﺎﻟﻮﻋﻲُ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﻣﺮﺗﺒﺔٌ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺒَﺔ
ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﺴﻤﻌﻲِّ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮﻱِّ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻧﻀَّﺮ ﺍﻟﻠﻪُ
ﺍﻣﺮﺀًﺍ ﺳﻤِﻊ ﻣﻘﺎﻟﺘﻲ ﻓﻮﻋﺎﻫﺎ » ؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ
ﻭﻏﻴﺮُﻩ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀَ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻢ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥُ ﺇﻟﻰ
ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﻲِ ﻓﻲ ﺯﻣﻦٍ ﻛﺜُﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺶُّ، ﻭﺷﺎﻉَ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻮﻣﻪ ﺍﻟﺘﺪﻟﻴﺲُ
ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲُ ﻓﻲ ﻛﺎﻓَّﺔ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ : ﺩﻳﻨﻴَّﺔً
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﺩُﻧﻴﻮﻳَّﺔ .
ﺍﻟﻮﻋﻲُ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﻼﺡٌ ﻣﻨﻴﻊٌ ﻳﺤﻤﻴﻚَ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ - ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﻊَ ﺿﺤﻴَّﺔ ﻏﺶٍّ ﺃﻭ
ﺧِﺪﺍﻉٍ ﺃﻭ ﻏﻔﻠﺔٍ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗُﺠﺮَّ ﺇﻟﻰ ﻣﻐِﺒَّﺔٍ ﻻ
ﺗﺤﻤﺪُﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴِﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻔﻠﺘﻚ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺜَّﺮ
ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻛﺜﺮَ ﻣﻦ ﻣﺮَّﺓٍ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺏِ
ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻋﻦ ﺷﺨﺼِﻚ .
ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﺍﻟﻮﺍﻋِﻲ ﻣﺤﻤﻲٌّ - ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻦ
ﻣﺜﻞِ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺜَﺮﺍﺕ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ : « ﻻ ﻳُﻠﺪﻍُ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﻣﻦ
ﺟُﺤﺮٍ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﺮﺗﻴﻦ » ؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ .
ﺍﻟﻮﻋﻲُ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﺃﻋﻤﻖُ ﻣﻦ ﻣُﺠﺮَّﺩ ﺍﻟﺘﺼﻮُّﺭ
ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻸﻣﻮﺭ؛ ﺇﺫ ﻳﻌﺘﺮِﻱ ﺍﻟﺘﺼﻮُّﺭَ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮَ
ﺷﻲﺀٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﻖ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﺤﻖ
ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﻴﻜﻮﻥُ ﺳﺒﺒًﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻲﺀ، ﻭﺧﻄﺄ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺤُﻜﻢ
ﺍﻟﺨﺎﻃِﺊ .
ﻓﻠﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲُ ﺳﺒﺒًﺎ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻖِّ ﻣﻦ ﻣُﺠﺮَّﺩ ﺻﻮﺭﺓٍ ﺑﺪَﺕ ﻇﺎﻫﺮﺓً ﻟﻜﻨﻬﺎ
ﻣُﺰﻭَّﺭﺓ .
ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ " ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ " ﺃﻥ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ
ﺧﺮﺟَﺘﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻗﺪ
ﺍﺧﺘﻠﻔَﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﺑﻦٍ ﻣﻌﻬﻤﺎ، ﻛﻞُّ ﻭﺍﺣﺪﺓٍ ﺗﺪَّﻋﻲ
ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻨُﻬﺎ . ﻓﻘﺎﻝ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ -: ﺍﺋﺘُﻮﻧﻲ
ﺑﺎﻟﺴﻜِّﻴﻦ ﺃﺷﻘُّﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ : ﻻ
ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺮﺣﻤُﻚ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺍﺑﻨُﻬﺎ - ﺃﻱ : ﺍﺑﻦ
ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ -. ﻓﻘﻀَﻰ ﺑﻪ ﻟﻠﺼﻐﺮﻯ .
ﺃﻱ : ﺣﻜﻢَ ﺑﻪ ﻟﻤﻦ ﺭﻓﻀَﺖ ﺷﻘَّﻪ ﺑﺎﻟﺴﻜِّﻴﻦ، ﻣﻊ
ﺃﻧﻬﺎ ﺃﻗﺮَّﺕ ﺃﻧﻪ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻭﻟﻜﻨﻪ - ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ - ﻭﻋَﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔَ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ
ﺑﺈﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫِﺮ، ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ : " ﺳﻴﺪُ
ﺍﻷﺩﻟﺔ " ؛ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨًﺎ ﻟﻠﻜُﺒﺮﻯ ﻟﻤﺎ ﺭﺿِﻴَﺖ
ﺍﻟﻜُﺒﺮﻯ ﺑﺸﻘِّﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻧﺼﻔَﻴْﻦ .
ﺍﻟﻮﻋﻲُ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﻟﻴﺲ ﻋﺒﺎﺭﺓً ﻓﻠﺴﻔﻴَّﺔ، ﺃﻭ
ﺗﺮﻓًﺎ ﻓﻜﺮﻳًّﺎ، ﻛﻼ؛ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺇﺩﺭﺍﻙٌ ﻳﻨﺎﻟُﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀُ
ﺑﺎﻟﺠِﺒِﻠَّﺔ ﺗﺎﺭﺓً، ﻭﺑﺎﻻﻛﺘِﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪُّﺭﺑَﺔ ﺗﺎﺭﺍﺕٍ
ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﻬﻮ ﺻﻔﺔٌ ﻣُﺴﺎﻧﺪﺓٌ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻭﻣُﻜﻤِّﻠﺔٌ ﻟﻪ،
ﻓﺒﺎﻟﻮﻋﻲ ﺗﺼِﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺗُﺤﻴﻂُ ﺑﻤﺎ
ﻳﺪﻭﺭُ ﻓﻲ ﻋﺎﻟَﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙٍ ﻭﺇﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﻫﺎ
ﺷﻲﺀٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ .
ﺑﺎﻟﻮﻋﻲِ ﻳُﻌﺮﻑُ ﺍﻟﻤﺮﺀُ ﻣﺘﻰ ﻳُﺼﺪِّﻕ ﺍﻟﺸﻲﺀَ
ﻭﻣﺘﻰ ﻳُﻜﺬِّﺑُﻪ . ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻲِ ﻳﻌﺮﻑُ ﺍﻟﻤﺮﺀُ ﻣﺘﻰ
ﻳﻜﻮﻥُ ﺍﻟﻜﻼﻡُ ﺧﻴﺮًﺍ، ﻭﻣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥُ ﺍﻟﺼﻤﺖُ
ﺧﻴﺮًﺍ ﻟﻪ . ﺑﺎﻟﻮﻋﻲِ ﻳُﺪﺭِﻙُ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦُ ﺑﻪ ﻭﻣﻦ
ﻳﺴﺘﻐِﻠُّﻪ .
ﻭﺑﺎﻟﻮﻋﻲِ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﻳﺘﺼﻮَّﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ
ﻭﻳﺠﻤﻊُ ﺷﺘﺎﺗَﻬﺎ؛ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺣﻜﻤُﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ
ﻓﺮﻋًﺎ ﻋﻦ ﺗﺼﻮًّﺭ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻓﻼ ﻳﻌﺠَﻞ ﺑﺎﻟﺤُﻜﻢ
ﻟﻤﻦ ﻓُﻘِﺌَﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻤﻊَ ﻣﻦ
ﺍﻵﺧﺮ؛ ﺇﺫ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓُﻘِﺌَﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻛِﻠﺘﺎﻫﻤﺎ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻦَ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ :
ﻭﻫﺒْﻨﻲ ﻗﻠﺖُ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺢُ ﻟﻴﻞٌ ﺃﻳﻌﻤَﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻟِﻤﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀِ؟ !
ﺍﻟﻮﻋﻲُ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ - ﻟﻴﺲ ﺇﻋﻤﺎﻻً ﻟﺴﻮﺀ
ﺍﻟﻈﻦِّ، ﻭﻻ ﺗﻜﻠُّﻔًﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻟﻴﺲ
ﻫﻮ ﺭﺟﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ، ﻭﻟﻜﻨَّﻪ ﻛﻴﺎﺳﺔً ﻭﻓِﻄﻨﺔ
ﻧﺎﺷﺌﺘﺎﻥ ﻋﻦ ﺳَﺒْﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ
ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺍﻃِّﻼﻉٍ ﻭﺍﻓﺮٍ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ
ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻐﺎﻟِﻄُﻪ ﺑﻬﺮﺟﺔٌ ﻭﻻ ﺇﻏﺮﺍﺀ .
ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺳﻼﺡٌ ﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎﺟُﻪ
ﻟﻠﻬُﺠﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺘﺎﺟُﻪ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ .
ﻭﺃﻛﺜﺮُ ﻣﺎ ﻳُﻮﻗِﻊُ ﺍﻟﻤﺮﺀَ ﻓﺮﻳﺴﺔً ﻟﻠﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﺨِﺪﺍﻉ
ﻗﻠَّﺔُ ﻭﻋﻴِﻪ ﺃﻭ ﻋﺪﻣُﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴَّﺔ .
ﻭﺭﺣِﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ؛
ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ : " ﻟﺴﺖُ ﺑﺨِﺐٍّ ﻭﺍﻟﺨِﺐُّ ﻻ
ﻳﺨﺪَﻋُﻨﻲ ".
ﺇﺫﺍ ﻗﻞَّ ﻭﻋﻲُ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺘِﻴﻪُ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻖِّ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢِ ﻭﻳﻐﻔُﻞُ
ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﻭﻋﻲٍ ﺳﻮﻱٍّ ﻓﻘﺪ ﻳﺮَﻯ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻘًّﺎ
ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻮﻋﻲ ﻳُﺠﻬَﻞُ
ﻓﺎﺣﺮِﺹ - ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺒِﻨﺔً
ﻭﺍﻋﻴﺔً ﻣﻦ ﻟﺒِﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤُﺠﺘﻤﻊ؛ ﻟﻜﻲ ﺗُﺤﺴِﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺮَ، ﻭﺗُﺘﻘِﻦَ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨُّﻬﻮﺽ ﺑﻤُﺠﺘﻤﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴِّﺊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ،
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺴﻦ .
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﻌُﺰﻟﺔَ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ؛
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺤﺠُﺒُﻚ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺩﻳﻨِﻚ
ﻭﻣﻌﺎﺷِﻚ، ﻭﺗﻘﻀِﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﻣُﻘﻮِّﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲِ
ﺍﻟﻨﺎﺷِﺊِ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺨﺎﻟﻄَﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺃﻳﺎﻣﻬﻢ .
ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
-: «ﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺨﺎﻟﻂُ ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﻭﻳﺼﺒﺮُ ﻋﻠﻰ
ﺃﺫﺍﻫﻢ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﺨﺎﻟﻂُ ﺍﻟﻨﺎﺱَ
ﻭﻳﺼﺒِﺮُ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﺍﻫﻢ » ؛ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ .
ﺑﺎﺭﻙَ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ،
ﻭﻧﻔﻌَﻨﻲ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕِ
ﻭﺍﻟﺬﻛﺮِ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻗﺪ ﻗﻠﺖُ ﻣﺎ ﻗﻠﺖُ ﺇﻥ
ﺻﻮﺍﺑًﺎ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﺧﻄﺄً ﻓﻤﻦ ﻧﻔﺴِﻲ
ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮُ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﻔَّﺎﺭًﺍ .
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧِﻪ، ﻭﺍﻟﺸﻜﺮُ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻭﺍﻣﺘِﻨﺎﻧﻪ .
ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ -.
ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﻮﻥُ ﻭﺍﻋﻴﺔً
ﺇﻻ ﺑﻮﻋﻲِ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ، ﻓﻬﻢ ﻓﻜﺮُﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺑِﺾ،
ﻭﺑﺼﻴﺮﺗُﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟِﻲ ﺍﻷﻣﻮﺭ؛
ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺔَ ﺇﺫﺍ ﻭﻋَﺖ ﻓﻘﺪ ﺃﺩﺭﻛَﺖ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻭﻣﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷُﻣﻢ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺘﺴﺘﺜﻤِﺮُ
ﻣُﻜﺘﺴﺒﺎﺗِﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ
ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ﻫﻮﻳَّﺘﻬﺎ ﻭﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻻﺳﺘِﻌﺪﺍﺩ
ﺍﻟﺪﺍﺋِﻢ ﻟﺴﺪِّ ﺍﻟﺜَّﻐَﺮﺍﺕ ﺩﺍﺧِﻠَﻬﺎ ﻭﺧﺎﺭِﺟَﻬﺎ ﻟﺌﻼ
ﺗُﺆﺗَﻰ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻠﻬﺎ .
ﻓﺒﻘﺪﺭِ ﻭﻋﻲِ ﺃﻣَّﺘﻨﺎ ﻳُﻤﻜﻦُ ﺇﺟﺎﺩﺓُ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻊ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻷﺯَﻣﺎﺕ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤُﺪﺭِﻙ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ
ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻭﺣُﺴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣُﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺈﺩﺭﺍﻙ
ﺣﻘﺎﺋِﻘِﻬﺎ، ﻣُﺘﺠﺎﻭﺯﺓً ﺍﻟﻤُﺆﺛِّﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻣُﻨﻄﻠِﻘﺔً ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ
ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺇﻧﺰﺍﻝ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻨﺎﺯِﻟﻬﺎ، ﻛﻲ
ﻻ ﺗُﻤﺘﻬَﻦ ﻭﻻ ﺗُﺰﺩَﺭَﻯ ﻣﻦ ﻗِﺒَﻞ ﺧُﺼﻮﻣﻬﺎ
ﻭﺃﻋﺪﺍﺋِﻬﺎ ﻓﺘﺴﻘُﻂ ﻣﻦ ﻋﻠﻮٍّ .
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻮﺓُ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣُﻨﻄﻠِﻘﺔً ﻓﻲ ﻭﻋﻴِﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﺳﺘِﺜﻤﺎﺭ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﺗﻬﻴِﺌَﺘﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ
ﺧﻴﺮَ ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻡُ ﺩﻳﻨَﻬﺎ ﻭﻣُﺠﺘﻤﻌَﻬﺎ، ﻣُﺤﺎﻃﺔً
ﺑﺴِﻴﺎﺝ ﺍﻟﻮﻋﻲِ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺘﻠﻘَّﻰ ﺍﻟﻮﻛَﺰَﺍﺕ ﺗﻠﻮَ
ﺍﻟﻮﻛَﺰَﺍﺕ، ﻭﻻ ﺗُﺆﺗَﻰ ﻣﻦ ﻣﺄﻣﻨِﻬﺎ ﻓﺘُﺪﻓَﻊُ
ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﺗُﺮﻳﺪ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻴﻦَ ﺑﻬﺎ
ﺧﺼﻤُﻬﺎ ﻭﺣﺎﺳِﺪُﻫﺎ .
ﻓﺎﻷﻣﺔُ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔُ ﻻ ﺗُﺨﺪَﻉ ﻭﻻ ﻳﻨﺒَﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ
ﺗُﺨﺪَﻉ ﻣﺎ ﺩﺍﻣَﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔً ﺑﺄﻫﻢِّ ﻣُﻘﻮِّﻣﺎﺕ
ﻭﻋﻴِﻬﺎ، ﻭﻫﻲ : ﺩﻳﻨُﻬﺎ، ﻭﻋﺪﻟُﻬﺎ، ﻭﺃﺧﻼﻗُﻬﺎ،
ﻭﻋﻠﻤُﻬﺎ .
ﻓﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺔَ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺳﻄًﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷُﻣﻢ
ﺇﻻ ﺑﻤﺜﻞِ ﺫﻟﻜﻢ، ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎﻛُﻢْ ﺃُﻣَّﺔً ﻭَﺳَﻄًﺎ
ﻟِﺘَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﺷُﻬَﺪَﺍﺀَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭَﻳَﻜُﻮﻥَ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝُ
ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺷَﻬِﻴﺪًﺍ [ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻈﻜﻢ
ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮﻛﻢ ﻭﻻ
ﺃﺻﻠﺤﻜﻢ ﻭﺇﻧﻲ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻹِﺳﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻜﻢ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ
ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣِﻦ ﻻ ﻳﻌﻆ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ
ﺑﻌﺪ ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺃﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻌُﺪﻡ ﺍﻟﻮﺍﻋﻈﻮﻥ، ﻭﻗﻞَّ
ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﻭﻥ ﻭﻟﻤﺎ ﻭُﺟِﺪ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ
ﺛﻨﺎﺅﻩ ﻭﻳﺮﻏَﺐ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ
ﻣﻌﺼﻴﺘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ
ﻭﻣﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀًﺎ ﺣﻴﺎﺓ
ﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﺇﺫﻛﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ، ﻭﺃﻣﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻓﺄﻟﺰﻣﻮﺍ - ﻋﺎﻓﺎﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ - ﻣﺠﺎﻟﺲ
ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻓﺮﺏ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺴﻤﻮﻋﺔٌ ﻭﻣﺤﺘﻘﺮٍ ﻧﺎﻓﻊٌ "
ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻠُّﻮﺍ - ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮِ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ،
ﻭﺃﺯﻛﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ : ﺻﺎﺣﺐِ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ؛
ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻣﺮٍ ﺑﺪﺃَ ﻓﻴﻪ ﺑﻨﻔﺴِﻪ، ﻭﺛﻨَّﻰ
ﺑﻤﻼﺋِﻜﺘِﻪ ﺍﻟﻤُﺴﺒِّﺤﺔ ﺑﻘُﺪﺳِﻪ، ﻭﺃﻳَّﻪ ﺑﻜﻢ - ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ - ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ -: ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ
[ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 56].
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠِّﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪِﻙ ﻭﺭﺳﻮﻟِﻚ ﻣﺤﻤﺪٍ
ﺻﺎﺣﺐِ ﺍﻟﻮﺟﻪِ ﺍﻷﻧﻮَﺭ، ﻭﺍﻟﺠَﺒﻴﻦ ﺍﻷﺯﻫَﺮ،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋِﻪ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ : ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮٍ،
ﻭﻋُﻤﺮ، ﻭﻋُﺜﻤﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻲٍّ، ﻭﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺻﺤﺎﺑﺔِ
ﻧﺒﻴِّﻚ ﻣﺤﻤﺪٍ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ،
ﻭﻋﻦ
ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺗﺒِﻌَﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥٍ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨَّﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﻔﻮﻙ ﻭﺟﻮﺩﻙ ﻭﻛﺮﻣﻚ
ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋِﺰَّ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋِﺰَّ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋِﺰَّ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﺧﺬُﻝ ﺍﻟﺸﺮﻙَ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﺼُﺮ ﺩﻳﻨَﻚَ ﻭﻛﺘﺎﺑَﻚَ ﻭﺳُﻨَّﺔَ ﻧﺒﻴِّﻚ
ﻭﻋﺒﺎﺩَﻙَ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻓﺮِّﺝ ﻫﻢَّ ﺍﻟﻤﻬﻤﻮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻭﻧﻔِّﺲ ﻛﺮﺏَ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﺑﻴﻦ، ﻭﺍﻗﺾِ ﺍﻟﺪَّﻳْﻦَ ﻋﻦ
ﺍﻟﻤَﺪﻳﻨﻴﻦ، ﻭﺍﺷﻒِ ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ ﻭﻣﺮﺿَﻰ
ﺍﻟﻤُﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣِﻨَّﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠِﺢ ﺃﺋﻤَّﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻﺓَ
ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻﻳﺘَﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ
ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻭﻓِّﻖ ﻭﻟﻲَّ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺤﺒُّﻪ ﻭﺗﺮﺿﺎﻩ ﻣﻦ
ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻳﺎ ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ، ﺍﻟﻠﻬﻢ
ﺃﺻﻠِﺢ ﻟﻪ ﺑِﻄﺎﻧﺘَﻪ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠِﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠِﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠِﺢ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻛُﻦ ﻹﺧﻮﺍﻧﻨﺎ ﺍﻟﻤُﻀﻄﻬَﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻨِﻬﻢ
ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﻳﺎ
ﺣﻲ ﻳﺎ ﻗﻴﻮﻡ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ، ﺃﻧﺖ
ﺍﻟﻐﻨﻲُّ ﻭﻧﺤﻦ ﺍﻟﻔُﻘﺮﺍﺀ، ﺃﻧﺰِﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻐﻴﺚَ ﻭﻻ ﺗﺠﻌَﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧِﻄﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺰِﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻐﻴﺚَ ﻭﻻ ﺗﺠﻌَﻠﻨﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧِﻄﻴﻦ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻧﺰِﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻟﻐﻴﺚَ ﻭﻻ ﺗﺠﻌَﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧِﻄﻴﻦ،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﺧﻠﻖٌ ﻣﻦ ﺧﻠﻘِﻚ ﻓﻼ ﺗﻤﻨَﻊ
ﻋﻨﺎ ﺫﻧﻮﺑِﻨﺎ ﻓﻀﻠَﻚ ﻳﺎ ﺫﺍ ﺍﻟﺠﻼﻝ
ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ .
(( ﺭَﺑَّﻨَﺎ ﺁﺗِﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺣَﺴَﻨَﺔً ﻭَﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ
ﺣَﺴَﻨَﺔً ﻭَﻗِﻨَﺎ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ )) [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 201].
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺭﺑِّﻨﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰَّﺓ ﻋﻤﺎ ﻳﺼِﻔﻮﻥ، ﻭﺳﻼﻡٌ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﺁﺧﺮ ﺩﻋﻮﺍﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻻﺣﺴﺎﻥ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababjiah.yoo7.com
 
خطبة جممممعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة جمعة للشيخ الشريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب جياح الثقافي :: الصفحة الاولى :: منتدى الشرفين-
انتقل الى: